تحيطه اسوار شاهقة وبابه الرئيسي وضعت عليه قضبان حديدية يحرسها رجال امن خاص بوجوه مكفهرة لا يتقنون سوى الشتم و اللغط ،و منع كل محاولة حتى الاستفسار عما يجب فعله للدخول الى هده المساحة الواسعة قصد العلاج.اكتظاظ يملا المكان فبين الحينة و الاخرى تسمع صراخا كثير او احتجاجا ما يتطور الى الشتم و القدف بين الحراس و زوار او مرافقي المرضى.روائح كريهة تملا المكان بدءا من المدخل الرئيسي وصولا الباب الخلفي للمستشفى.
فالمستشفى الجهوي لجهة بني ملال يشهد حالة متاخرة من الاهمال و اللامبالاة ،كلشيءلايدلعلىانهمستشفىيهتمبالصحةالمفقودةاوبالاحرىالمنعدمةفيداخله،ولاتستشعرانكاماممستشفىالاعندماتقفامامالمدخلالرئيسي،حيث “اللافتة”العريضةالتيتوضحانهمستشفىتابعلوزارةالصحة.
مستشفى “لمعرفة و التدويرة”:
العديد من الشهادات للمواطنين المحتجين في صمت يكتم انافسهم التي تعبت من تفشي ظاهرة المحسوبية، الزبونية او بالاحرى “لمعرفة” و كدا الرشوة “التدويرة” داخل اسوار المستشفى او خارجه.فبعض الاطباء ينصح المريض بزيارته بالعيادة التي يشتغل بها خارج الضوابط القانونية فبعد ان يزوده باسمها و مكان تواجدها ليبدا هنا سيناريو جديد من الاستغلال و النصب” الحلال” على المريض “الضحية” التي تعاني السقم.
زائرة لاحدى المريضات و الغضب يملا وجهها اكدت على ان ظاهرة الرشوة او بالمعنى العامي “التدويرة”كادت تكون سنة مؤكدة بل واجبة احيانا داخل الغرف لتلقي العلاج و الرعاية الطبية التي هي حق لكل انسان واجب على الطبيب و على ماكان يطلق عليهم سابقا “ملائكة الرحمة”.اما المحسوبية و الزبونية فحدث و لا حرج على حد قول مريض يعاني في صمت، اكد على ان من له معارف داخل هدا الصرح يتلقى العلاج بكل يسر الى جانب الرعاية التامة، يكفيك ان تقول للطبيب او الممرض انا من طرف فلان او علان قبل ان يبتسم في وجهك بمكر “اه انت ديالنا تفضل اش حب الخاطر كاين شي مانقضيو” .اردف قائلا عند التوجس من لجان المراقبة حتى المعارف لن تجدي نفعا و الكل يتنكر مطبقا مقولة “راسي يا راسي الوقت مزيرة اخويا سير حتى تبرد الوقت…” و غير هده العبارات و الاكثر من دلك نلاحظ ان الحراس الامنيين الخاصين يمارسون الابتزاز مع تحقير المرضى او بالمعنى الاصح “الحكرة”و الدفع بهم الى مغادرة المستشفى حتى يتسنى لهم ما في بالهم و هو اللجوء الى المصحات الخاصة لكي يستفيد من المقابل .هدا راجع الى السيد المدير المحترم الدي بدوره لا يعالج مشاكل المرضى و لكن يجند الحراس على اهاتنهم و في بعض الاحيان تعنيفهم مع العلم ان هناك بعض المصالح و الاقسام تنعدم بها حتى ابسط الاشياء كالاسعافات الاولية مثلا المستعجلات او “المستهملات” لا تقتصر حتى على ابسط الاشياء ، و لهدا نجد المرضى يعانون من الالم الحاد في صمت جارح ،و نلاحظ ان من دخل الى هدا الصرح يزيد من معاناته و المه كا يقول المثل “الداخل مفقود و الخارج مولود.
قسم الولادة لا محل له من الاعراب:
اسرة متهلهة و صداة وقطط تملا المكان، الكل يصف قسم الولادة بالمقبرة لان من دخل من الحوامل يحسب انه في نعش الاموات اما من نجا فيحسب انه ولد من جديد بناءا على ما يمارس على الحوامل في هده الاقسام من معاناة واهانات و عدم المبالاة و كدا اختطاف وابتزاز و كلام نابي يمس بكرامهن، ولاننسى الشيء القبيح و هو وضع الحوامل في غرف لا تتوفر على ادنى شروط سلامة لكل من الام و الجنين.و كل ما يسود بداك القسم هو المتاجرة بمخاض الحوامل لكل شيء ثمن. المدير لا وجود له من احترام حقوق الانسان و هنا نتعجب من دور وزارة الصحة و شتى الوعود التي لا نرى منها لا مراقبة و هم يحزنون من هده الخروقات اللاانسانية التي يعيشها هدا القسم الدي يمكن تسميته بالعبارة الاصح “بالحظيرة “.اما نسبة الوفيات فهي ترتفع بوتيرة سريعة التي تعد بنسبة 341 رضيعا في السنة 8 حالات من الامهات.
تقول والدة احدى الحوامل و الغضب يملا و جهها “اتينا بابنتي لانها على وشك الولادة الا ان الممرضة طلبت منا المزيد من النقود ولم تستجب لحالة ابنتي الا بعد ان دسسنا لها 100 درهم في جيب وزرتها و اد خفضت من حدة لهجتها بعد ان كانت تصرخ في البداية.”
و هدا حال المستشفى الجهوي بني ملال /خنيفرة مشاكل بالجملة و لا ناهي و لا منتهي ،ان من يدخل هدا المستشفى يعتبر في عداد الموتى و من خرج فتحسب له النجاة.