تعد البروفسور إحسان بن يحيى، التي جرى تنصيبها مؤخرا رئيسة للاتحاد الدولي لطب الأسنان بمدينة الدار البيضاء، أول أمرأة عربية وإفريقية تتولى هذا المنصب، لتتوج بذلك سنوات عديدة من العمل المهني والجمعوي الجاد والدؤوب.
هذه المرأة، التي تعتبر من الطبيبات اللائي التزمن العمل في مجال نشر ثقافة حماية صحة الفم والأسنان، لم تتوقف عن بذل قصارى جهودها، والانخراط في كل المبادرات الرامية إلى حماية الصحة العامة من مختلف أمراض الأسنان والفم، ومكافحة التدخين وسرطان الفم ، في بلدها الأم، كما في بلدان القارة السمراء.
سمعتها، التي رسختها على مدار مسيرة مهنية متميزة في ميدان طب الأسنان، تجاوزت حدود المغرب والاتحاد الدولي لطب الأسنان، فهي أيضا عضو المجلس الإداري للجمعية الفرنكفونية لطب وجراحة الفم، إلى جانب انتخابها وتعيينها في العديد من اللجان والهيئات ولجان التحكيم والمجالس داخل وخارج المغرب .
ومن خلال عضويتها في الاتحاد الدولي لطب الأسنان منذ 2013، شاركت البروفسور بن يحيى في أشغال مجموعات عمل عديدة، وهو العمل الذي تكلل بمجموعة من الإنجازات، منها إقرار يوم عالمي لصحة الفم والأسنان، وتنظيم مجموعة من المؤتمرات .
كما اشتغلت كمستشارة مكلفة بالربط مع لجان طب الأسنان واللجان العلمية ولجان التربية ولجان الصحة العامة . وبصفتها خبيرة في المجال، شاركت في إخراج دليل حول سرطان الفم، أنتج وترجم إلى ثلاث لغات ونشر لدى الجمعيات الوطنية الأعضاء في الاتحاد .
وفي السنوات الأخيرة، تم اختيار البروفسور إحسان بن يحيى لتكون منسقة لاستراتيجية الاتحاد على المستوى القاري.
وقد جعلها تفانيها وجديتها في العمل، وهما الميزتان اللتان طبعتا وجودها داخل الاتحاد منذ التحاقها به، جديرة بمنصب رئيسة الاتحاد الدولي لطب الأسنان، وهو المنصب الذي يتطلع إليه العديد من أطباء الأسنان عبر العالم.
ولم تخف البروفسور بن يحيى، التي خلفت الدكتور جيرهارد كونراد سيبرجر، شعورها بالفخر والاعتزاز لكونها أول امرأة عربية وإفريقية تتولى رئاسة الاتحاد الدولي لطب الأسنان، مستحضرة المسؤولية الجسيمة التي تنتظرها على رأس هذه الهيئة العالمية.
وقالت هذه الطبيبة، التي تشغل أيضا منصب رئيسة الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان (AMPBD)، إن إحساسها بالفخر والاعتزاز مضاعف ، انطلاقا من كونها “من أصل مغربي وتكوينها تم بالمغرب” ، مشددة على أن هذا التعيين هو ثمرة سنوات عديدة من العمل الجاد والدؤوب.
ومن بين الأهداف والأولويات التي رسمتها الرئيسة الجديدة للاتحاد الدولي لطب الأسنان، بالنسبة لفترة ولايتها التي تمتد على مدى سنتين ، أشارت إلى تعزيز الإنجازات التي حققها أسلافها، مع العمل على تطوير ودعم مختلف الجمعيات الأعضاء في الاتحاد، فضلا عن النهوض بمجال التكوين المستمر.
والبروفسور بن يحيى أستاذة التعليم العالي بكلية طب الأسنان في الدار البيضاء، وقد شغلت على مدى أكثر من 15 سنة منصب مديرة مركز الاستشارات والعلاجات الخاصة بالأسنان بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء ، وتعمل حاليا كعميد لكلية طب الأسنان بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة.
وللإشارة فالاتحاد الدولي لطب الأسنان ، الذي تمثل فيه الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان المغرب منذ 2007 ، يضم أكثر من 200 جمعية طب أسنان من 130 دولة، ويبلغ عدد أعضائه مليون طبيب أسنان.
ومن مهام هذه الهيئة الدولية العمل على تعزيز صحة الفم في العالم، وتطوير برامج التكوين المستمر ، ودعم الجمعيات الأعضاء في أنشطتها المتعلقة بوقاية الفم والأسنان، فضلا عن تعاونها رسميا وبشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية. وهي أيضا عضو في التحالف العالمي لمهنيي الرعاية الصحية (AMPS).
نادية الوافي (بتصرف)