أدت الفيضانات التي اجتاحت محافظة نابل شمال شرق تونس، السبت، وقتلت 5 أشخاص، إلى اندلاع احتجاجات بالمنطقة على الرغم من محاولات التهدئة ورسائل الطمأنة التي أطلقتها الحكومة.
وأغلق محتجون، صباح اليوم الاثنين، عددا من الطرقات، تنديداً بالأضرار الناجمة عن الفيضانات التي تسببت في إلحاق خسائر بالطرقات والجسور والمباني والممتلكات الخاصّة، وكذلك المحاصيل الزراعية والمساحات الفلاحية، إضافة إلى تسجيل حالات وفاة، الأمر الذي فاقم من معاناتهم.
ويتهم الغاضبون السلطات بالتقصير والتأخر في التدخل لإنقاذهم من الفيضانات، وكذلك عدم المبالاة بالتحذيرات التي أطلقتها الأرصاد الجوية الأوروبية من تعرّض السواحل الشرقية لتونس إلى أمطار رعدية قويّة غير مسبوقة، وسوء التخطيط لها.
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد تعهد، الأحد، خلال زيارته للمناطق المنكوبة في نابل، بتسخير كل مجهودات الدولة لجبر الأضرار التي سببتها الأمطار القوية وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
ودعا الشاهد إلى ضرورة التحلّي بالهدوء وتفهّم الصبغة الاستثنائية لهذه الوضعية وتفهّم الوقع الصعب لهذه الكارثة التي عرفتها ولاية نابل، مشيرا إلى أن كميات الأمطار القياسية والاستثنائية التي تهاطلت أمس على الجهة لم تسجّل في تاريخ تونس، مؤكدا أن الحكومة إلى جانب المواطنين للتخفيف من صعوبة الوضع.
وفي الأثناء، أطلق التونسيون حملة تضامن واسعة مع أهالي نابل، لاستعادة جمال المدينة التي تعد وجهتهم المفضلة لقضاء عطلهم، بعد تضرّرها من الفيضانات، وانطلقت عدد من الجمعيات في جمع التبرعات والمساعدات، بينما اختار آخرون التوجه إلى عين المكان للمشاركة في تنظيف شوارع المنطقة من مخلّفات الأمطار.
وتعيش تونس منذ أسبوع تقلبات مناخية غير مسبوقة، خلّفت حالة هلع لدى السكان، بعد نزول كميّات هامّة من الأمطار في كافة مناطق البلاد، نتجت عنها أضرار مادية وخسائر بشرية، وسط توقعات باستمرارها هذا الأسبوع.