الثلاثاء, 1 سبتمبر, 2020 على بعد حوالي 26 كلم عن مدينة شيشاوة، تقع جماعة سيدي المختار، التي انخرطت، خلال السنوات الأخيرة، في ورش كبير للتأهيل وتعزيز بنياتها الأساسية، بشكل يجعلها تتوفر على حزمة من المشاريع الهيكلية الموجهة إلى ضمان تنميتها المستدامة والمندمجة.
وتمت بلورة هذه المشاريع، التي تمس مختلف القطاعات السوسيو-اقتصادية (رياضة، ثقافة، تعليم، شباب، ماء وتطهير، كهرباء، تهيئة الطرق، بيئة، أنشطة اجتماعية …)، طبقا لرؤية إرادية متشاور بشأنها تضع العنصر البشري في صلب الأولويات، تماشيا مع الرؤية الملكية السديدة الرامية إلى تحقيق تنمية متوازنة ومندمجة بمجموع جهات المملكة.
وإذا كانت بعض المشاريع الهيكلية قد استكملت مؤدية إلى “تحول شامل” للمشهد الحضري لهذا المركز الصاعد، فإن سيدي المختار تستعد، في القادم من الأيام، لاستقبال مشاريع بارزة من شأنها أن تحسن من شروط عيش الساكنة المحلية وتمكينها من حياة كريمة ورفاهية.
وتتضمن هذه المشاريع مركبا ثقافيا وقاعة مغطاة متعددة الرياضات، بكلفة إجمالية تصل إلى 6 مليون و220 ألف درهم، ومسبح بلدي (2 مليون و500 ألف درهم)، ومركب حديث مخصص لقطاع الصناعة التقليدية (7 ملايين درهم) وغيرها.
وتظهر هذه المشاريع حجم التعبئة والعمل الملموس على أرض الواقع، من قبل السلطات الإقليمية ومختلف القطاعات الوزارية المعنية، مع الانخراط المثالي للمنتخبين المحليين والمجتمع المدني “الشاب والدينامي والطموح” الراغب في المساهمة في مجموع الجهود المبذولة من أجل تنمية هذه الجماعة الغنية بتاريخها.
وفي مجال الكهربة، هناك مشاريع هيكلية منجزة وأخرى في طور الإنجاز، بشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، من قبيل مشروع توسيع الشبكة الكهربائية، بكلفة إجمالية تقدر بـ250 ألف درهم، المنجر بنسبة 100 في المئة، أو مشروع تعزيز قوة التيار الكهربائي على صعيد مركز سيدي المختار (مليون و430 ألف درهم).
وفي مجال الماء والتطهير السائل، توجد عدد من المشاريع النموذجية من ضمنها بناء محطة لضخ المياه ومواصلة أشغال التطهير السائل لحي البساتين (2 مليون درهم) التي وصلت إلى 70 في المئة من نسبة الإنجاز، في إطار شراكة بين مجموعة العمران والمجلس الجماعي، أو مشروع توسيع شبكة الماء الشروب على مستوى مركز الجماعة المذكورة (4 مليون درهم)، مع معدل إنجاز بنسبة 70 في المئة.
وتوجد مشاريع أخرى هامة تمس قطاع الطرق والمنشآت الفنية، والفضاءات الاقتصادية (السوق الأسبوعي) المنجزة بنسبة 100 في المئة، بفضل غلاف مالي يصل إلى 7 ملايين درهم.
وفي مجال الثقافة والرياضة والترفيه، شهدت جماعة سيدي المختار ميلاد مشاريع هيكلية مخصصة للشباب، على غرار دار الشباب (المنجزة 100 بالمئة)، بكلفة مالية إجمالية تبلغ 3 ملايين درهم.
ويهم مجهود تنمية جماعة سيدي المختار أيضا، تأهيل الأحياء والفضاءات الخضراء وفضاء الترفيه على شاكلة تلك المتواجدة بحي التقدم (مليون درهم)، المنجزة في إطار شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة والمجلس الإقليمي.
وفي مجال محاربة الهشاشة، ستتوفر جماعة سيدي المختار على مركز لاستقبال الأشخاص في وضعية هشاشة، والتي وصلت بها نسبة الأشغال 60 في المئة، بكلفة مالية تقدر بـ2 مليون و400 ألف درهم ممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي المجال الصحي، بلغ معدل سير أشغال بناء وحدة لمستعجلات القرب نسبة 80 في المئة، والتي تبلغ كلفة إنجازها 2 مليون درهم. وبخصوص قطاع التعليم، توجد مدرسة جماعاتية في طور التشييد (12 مليون درهم)، في إطار شراكة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية.
وفي المجال البيئي، تحتضن جماعة سيدي المختار مشروعا بارزا يتمثل في حماية مركز الجماعة المذكور من الفيضانات. وبلغ معدل إنجاز هذا المشروع 40 في المئة، بكلفة إجمالية تبلغ 15 مليار درهم ممولة في إطار شراكة بين وزارة الداخلية والمجلس الإقليمي والجماعة ووكالة الحوض المائي لتانسيفت.
وبالمناسبة، أشاد رئيس المجلس الجماعي لسيدي المختار، السيد نور الدين النوري، بجودة ووجاهة المشاريع المنجزة والتي تعد ثمرة جهود متضافرة بين هذه الهيئة المنتخبة والسلطات الإقليمية والمحلية والمجتمع المدني ومختلف الفاعلين المعنيين.
وعبر السيد النوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن امتنانه لمجموع المتدخلين المعنيين، خاصة وزارة الداخلية والمجلس الإقليمي لشيشاوة ومجلس جهة مراكش آسفي وفاعلي المجتمع المدني الذين ساهموا بشكل واسع في إرساء ورش كبير للتنمية وضمان إقلاع اجتماعي اقتصادي حقيقي للجماعة.
وبعد أن نوه بالالتزام والتتبع الميداني، من طرف عامل الإقليم السيد بوعبيد الكراب، لإنجاز مجموع المشاريع المهيكلة والمندمجة، أوضح أن المجلس الجماعي يعمل حاليا قصد تحيين مخطط عمله، حتى يتسنى له تدارك النقص المسجل في مجال الفضاءات الخضراء والماء والكهرباء وغيرها.
وقال “تحيين مخطط عمل الجماعة يشكل أولوية وسنطلق مشاورات واسعة مع مختلف الفاعلين المعنيين، بهدف تقديم إجابات ملائمة وتدارك النقائص المسجلة في بعض المجالات الهامة بالنسبة للساكنة من قبيل الماء والكهرباء وغيرها.
وفي هذا الصدد، توقف المسؤول الجماعي عند مشروع بارز يتمثل في إعادة تأهيل بعض أحياء سيدي المختار قصد تمكينها من التجهيزات والبنيات التحتية اللازمة لتحقيق شروط العيش الكريم.
من جانبه، أبرز الفاعل الجمعوي وأحد ساكنة سيدي المختار، عابد غديدير، القفزة النوعية التي حققتها الجماعة في مختلف القطاعات، بفضل توحيد جهود عدد من الفاعلين وعلى رأسهم السلطات الإقليمية.
وفي نفس المنحى، نوه السيد عبد الرحيم مسكيني عن جمعية الخير، بالجهود التنموية المبذولة على صعيد الجماعة، وذلك في إطار مقاربة تشاورية متجانسة مكنت من ميلاد مشاريع مهيكلة وذات أهمية كبرى.
وتابع الفاعل الجمعوي أن هذه المشاريع تهدف إلى التحسين الملحوظ للمشهد الحضري للجماعة وتقوية بنياتها التحتية وتجهيزاتها الاساسية، ومن ثم تحسين شروط عيش الساكنة المحلية، مسجلا أن إقليم شيشاوة يعيش خلال السنوات الأخيرة، على إيقاع أوراش تنموية كبرى.