اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها بشأن إنهاء التدخل في الأزمة الليبية، وذلك بعد وصول سفن تركية إلى ليبيا.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس “أود أن أعبر عن قلقي فيما يتعلق بسلوك تركيا في الوقت الحالي، والذي يتناقض تماما مع ما التزم به الرئيس أردوغان في مؤتمر برلين”.
وأضاف “شاهدنا في الأيام الأخيرة سفنا تركية تقلّ مرتزقة سوريين تصل إلى الأراضي الليبية، هذا انتهاك واضح وخطير لما تم الاتفاق عليه في برلين”.
وقال ماكرون إن هذه الممارسات “تمس بأمن أوروبا ومنطقة الساحل الإفريقي”.
مضيفا أنه “يدين بشدة الاتفاق الأخير المبرم” بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وتركيا حول إرسال قوات تركية إلى ليبيا.
ويخوض القائد العسكري خليفة حفتر، صراعا ضد حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، برئاسة فايز السراج، والمعترف بها دوليا.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني ، في حين أن فرنسا تربطها علاقات جيدة مع قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر.
ماذا حصل في مؤتمر برلين؟
وكان قادة الاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا ودول أخرى اجتمعوا في مؤتمر لمناقشة الوضع في ليبيا، عقد في العاصمة الألمانية برلين في 19 من يناير/ كانون الثاني الجاري.
وتعهد قادة الدول المشاركة بعدم التدخل في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، وكذلك دعم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على البلد.
و قالت الأمم المتحدة في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، إن العديد من الدول التي تدعم الفصائل المتناحرة في ليبيا انتهكت حظر الأسلحة منذ مؤتمر برلين، لكن من دون أن تسمي دولة بعينها.
وأضافت أن طائرات شحن محملة بالأسلحة المتقدمة والعربات المدرعة والمستشارين والمقاتلين قد وصلت إلى مطارات في شرق وغرب ليبيا وهو ما يهدد “بدخول البلاد في جولة متجددة ومكثفة من القتال”.
ماذا يحدث في ليبيا؟
تعصف النزاعات بليبيا منذ انتفاضة عام 2011، التي أطاحت بمعمر القذافي، الرجل القوي الذي حكم البلاد لعقود.
وتسيطر قوات “الجيش الوطني الليبي” التي يقودها حفتر على أغلب مناطق شرقي ليبيا. وفي أبريل/ نيسان الماضي، بدأ هجوما ضد حكومة الوفاق الوطني المنافسة له في العاصمة طرابلس.
ولم تتمكن قواته حتى الآن من السيطرة على المدينة، لكن في وقت سابق من الشهر الجاري، استولت هذه القوات على مدينة سرت، ثالث أكبر المدن الليبية.
ووفقا للأمم المتحدة، أسفرت المعارك الأخيرة عن مقتل مئات الأشخاص ونزوح الآلاف عن منازلهم.
وتم الإعلان عن هدنة في وقت سابق من الشهر الجاري، بين حفتر وحكومة السراج.
لكن كلا الطرفين يتهمان بعضهما البعض بانتهاك الهدنة، كما انهارت محاولات التوسط لوقف دائم لإطلاق النار خلال قمة عقدت في موسكو الأسبوع الماضي.