تتداول هده الأيام حملة فيسبوكية تطالب المدير العام للأمن الوطني بتنظيم حملة أمنية تصدي ظاهرة “الكريساج”وحاملي السيوف ومروجو المخدرات بشتى أنواعها بشوارع المملكة حتى أصبح أمن المواطن وسلامته في محك.
من المسؤول علي هده الظاهرة ?
وما العوامل المفسرة لصنع المجرم من هدا القبيل ?
لا يختلف اثنان علي أن الإنسان لم يخلق مجرما أو سفاحا ولكن طبيعة محيطه مع تداخل عوامل منها ثقافية,اجتماعية,اقتصادية وسياسية هي التي تلعب دور في شخصيته وتحدد سلوكه,فعلا,أن هده العوامل بكل تفاعلاتها قد خلقت فئة واسعة من المجرمين والسفاحين و…… داخل مجتمعنا,ولكن أين الردع وكيف نواجه هده المعضلة والسؤال الأهم هو كيف يتعامل الجهاز المسؤول عن أمن وسلامة المواطن مع هده الظاهرة ?
فكل من عاين واقع المجتمع المغربي بدون أن يستعل المجهر يجد أن هناك علاقة غير صحية بين الجهاز الأمني من رجال شرطة ودرك وقضاة ومعالجته لهده الظاهرة.
فمن المعقول أن نطالب المسؤول الأول عن الأمن بضرب بيد من الحديد كل من سولت له نفسه سواء من المواطنين أو من رجال الأمن في الدرجة الأولى بجميع أصنافهم, حيت نجد من يتستر علي مروجي المواد المهلوسة المدمرة,ومنهم من يقف كمتفرج علي المشهد الإجرامي دون تدخل,وكأن الأمر لا يعنيه كمواطن أو كمسؤول أمني.ادا فالخلل ليس في هدا المجرم ولكن الخلل في كل من هيأ له ظروف وساعده علي ارتكاب هده الأعمال الإجرامية. ان الوضع أصبح كارثيا أمام تفشي السلوك الإجرامي بشكل واسع في أغلب مدن المملكة,وهدا يدل علي أن هناك تقصير في دور الجهاز الأمني في تعامله مع هده الظاهرة أو أن السياسة الأمنية لا تتجاوب مع طبيعة الإجرام التي أصبحت عليها في مجتمعنا اليوم , وكيف تتطور مستقبلا إن لم تتغير تلك السياسة الأمنية في تعاطيها مع هدا الوضع الإجرامي الجديد,
بقلم عبد السلام العسري