يواجه فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس، أكبر المؤسسات الاجتماعية المتخصصة في استقبال الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية بالعاصمة الروحية، خطر إغلاق أبوابه بسبب تأخر توصله بدعم الجهات المانحة.
ويسهر هذا المركز، الذي تشرف مؤسسة الأمير مولاي عبد الله على تسييره، على تقديم خدماته المختلفة لـ117 مستفيدا يعانون من الثلاثي الصبغي أو التأخر الذهني أو الإعاقة النفسية الحركية أو الاضطرابات السلوكية أو مشاكل في النطق مصحوبة بتأخر ذهني.
اكتظاظ ولائحة انتظار طويلة
تبلغ الطاقة الاستيعابية لفضاء الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة بفاس 96 مستفيدا؛ “غير أنه تم تجاوز هذا العدد، ما أدى إلى نوع من الاكتظاظ داخل هذه المؤسسة الاجتماعية”، حسب ما أورده الطيب شاهدي، كاتب عام مؤسسة الأمير مولاي عبد الله، الذي أكد لهسبريس أن مؤسسته كانت مرغمة على إغلاق لائحة الانتظار التي ذكر أنها تضم 250 طفلا ترغب أسرهم إلحاقهم بفضاء الأمل.
ويقدم فضاء الأمل، الذي يتوفر على أطر تربوية وصحية ذات تخصصات متنوعة من مربيات ومتخصصين نفسانيين، عدة أنشطة لفائدة المستفيدين من خدماته، الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و26 سنة؛ من بينها خدمات التربية والتعليم، والتحليل النفسي، والتربية النفسية الحركية، وتقويم النطق والتكوين المهني.
ويهدف المركز المذكور، من خلال أنشطته المتنوعة، إلى التعرف على المكونات الذاتية للمستفيد وما يحيط بها، وإكسابه الاستقلالية والاندماج في المحيط الاجتماعي، عبر استفادته من التعليم الأولي والتمدرس الأساسي والتدريب المهني إلى جانب توفير برنامج اجتماعي مهم يرتكز على انفتاح الطفل المعاق على محيطه العائلي والاجتماعي وإبراز طاقته الجسمية والعقلية.
شح في الموارد وغياب الالتزام
“تعاني الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة إكراهات كبيرة، تتمثل أساسا في تأخر توصلها بمنح الدولة”، تقول حفيظة القادري، مديرة مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس، والتي أكدت لهسبريس أن مسؤوليات مؤسسة الأمير مولاي عبد الله ستتضاعف مع افتتاح مركزها الثاني الخاص بالتكوين المهني بواد فاس في غضون أسابيع قليلة.
“نحن لم نتلق من الوزارة الوصية منحة 2017 ونحن مشرفين على نهاية سنة 2018″، توضح مديرة فضاء الأمل، مؤكدة أن الإكراهات المالية تجعل مؤسستها الاجتماعية تعيش ضغطا كبيرا ومعاناة حقيقية في تدبير خدماتها وتحملاتها المختلفة، خصوصا على مستوى توفير النقل والتغذية لفائدة المستفيدين وأجور المستخدمين.
“تطاردنا إرهاصات يومية ما إن كانت المؤسسة ستبقي على أبوابها مفتوحة، خصوصا أن جمعيات كثيرة أوقفت أنشطتها بسبب العجز المالي”، تقول حفيظة القادري مشيرة إلى أنها حين تلقي نظرة على الحساب البنكي للمؤسسة التي تتحمل مسؤولية تسييرها تصاب بالصدمة.
“التربية” و”الصحة” في قفص الاتهام
حفيظة القادري، مديرة مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس، عبّرت عن خيبة أملها من وزارة التربية الوطنية التي اتهمتها بتهميش الطفل المعاق خلال الدخول المدرسي للموسم الجاري.
وفي هذا الصدد، قالت القادري متحدثة لهسبريس: “لم تكن هناك أية إشارة في الدخول المدرسي حول تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، إنه شيء مجحف، أليس من حق هاته الفئة الالتحاق بمقاعد الدراسة؟”.
واتهمت المسؤولة المذكورة وزارة التربية الوطنية بتخليها عن دعم الجمعيات العاملة في مجال تدريس الطفل المعاق، بعد أن توقفت عن توفير أطر التدريس لفائدة مثل هذه الجمعيات، مبرزة أن الوزارة المعنية أغلقت الأقسام المدمجة؛ وهو ما جعل أسر هاته الفئة من الأطفال يطرقون أبواب الجمعيات لاستقبال أبنائها.
وأوضحت مديرة مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس أن دعم المحسنين يبقى غير كاف لقيام المركز بمهامه، مشيرة إلى أن قطاعات حكومية أخرى تجمعها شراكات مع مؤسسة الأمير مولاي عبد الله لا تلتزم بتقديم الدعم لها؛ من قبيل مندوبية الصحة بفاس التي ذكرت على أنها تحجم عن توفير أطر طبية للعمل، ولو لفترات محدودة، داخل المركز.
وأجمع مسؤولو مؤسسة الأمير مولاي عبد الله على أن تعاضدية القوات المسلحة الملكية والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي تبقى من الجهات القليلة التي تحترم تعهداتها اتجاه مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس بصرفهما للمنحة المخصصة لهذه المؤسسة الاجتماعية بانتظام وفي الوقت المناسب.