خلفت أزمة جائحة فيروس كورونا خسائر كبيرة السنة الفارطة، إذ تقلّص عدد السياح الوافدين بشكل كبير، كما تواصلت تداعياتها السلبية على القطاع السنة الحالية، وإن بحدّة أقل.
ولم يتعدّ عدد السياح بالمغرب 2.8 ملايين سائح سنة 2020، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة ناقص 78.5 في المائة مقارنة مع سنة 2019.
وبدأ القطاع السياحي يستعيد عافيته السنة الجارية، إذ انخفض العجز المسجل في عدد السياح سنة 2020 من ناقص 78.5 في المائة إلى ناقص 11 في المائة، وفق المعطيات التي قدمتها وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وبحسب المعطيات نفسها، المقدمة خلال عرض مشروع ميزانية الوزارة أمام أعضاء لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، الثلاثاء، فإن نسبة تراجع السياح الوافدين المسجلة في المغرب تقارب النسب المسجلة في دول أخرى، مثل إسبانيا، التي انخفض عدد السياح بها السنة الماضية بنسبة ناقص 70.9 في المائة، وتونس بناقص 78.7 في المائة، وتركيا بناقص 69 في المائة.
وبلغ عدد السياح بمراكز الحدود المغربية خلال الفترة ما بين يناير وغشت من السنة الجارية 2.5 ملايين، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2020.
ووصل عدد ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة إلى 5.6 ملايين ليلة مبيت؛ فيما بلغت نسبة الملء 24 في المائة، وبلغت الإيرادات السياحية 20.3 مليارات درهم، مسجلة تراجعا بنسبة 18 في المائة.
ونتيجة أزمة جائحة كوفيد-19، عرف حجم الاستثمار في القطاع السياحي أيضا انخفاضا بنسبة 60 في المائة، مقارنة مع معدل الاستثمار خلال سنوات ما قبل الجائحة.
وبلغت الاستثمارات المنجزة إلى غاية متم شتنبر 2021 ما مجموعه 2.4 مليارات درهم، إذ تم إحداث 3600 سرير إضافي؛ 31 في المائة من صنف خمس وأربع نجمات، وفنادق أندية، و54 في المائة من صنف مساكن الفنادق ودور الضيافة، و15 في المائة من صنف 1 و2 و3 نجمات. ومكنت الاستثمارات المنجزة في القطاع من توفير 1600 منصب شغل.
وبقدر تأثيرها على السياحة، أثرت جائحة كوفيد-19 على الصناعة التقليدية بالمغرب بشكل كبير، خاصة سنة 2020، نتيجة إغلاق فضاءات التسويق، وتراجع أو إلغاء الطلبيات، وإلغاء المعارض والتظاهرات، وغياب السياح.
وبلغ التأثير السلبي لجائحة كورونا على قطاع الصناعة التقليدية ذروته خلال شهري أبريل ومايو من سنة 2020، إذ انخفضت الصادرات بنسبة ناقص 83 في المائة وناقص 65 في المائة على التوالي، مقارنة مع سنة 2019.
وبدأ القطاع يستعيد عافيته خلال السنة الجارية، إذ سجلت الصادرات خلال الشهور الثمانية الأولى منها تحسنا بلغ ذروته في شهر أبريل، بنسبة زائد 327 في المائة.
نادية الوافي