تجفيف الاوحال
لا زال سكان “سيدي جابر”ببني ملال يعانون من الأضرار التي تسببها المياه العادمة للمنطقة الصناعية التي تصب بمقبرة من مساكنهم بحكم مقربتهم لمحطة المعالجة التي تتكدس بها هاته المياه وتسبب لهمالامراض وثلوث مزارعهم ، بالرغم من الوقفات الاحتجاجية المتكررة المناهضة لهذه الأضرار التي يتسبب بها الواد الحار للسكان ، ليس هناك استجابة لنداء المتضررين وكان آخرها 6 يونيو 2016 .وقد جاء في حوار مع “رشيد زكرياء عضو المجلس الجماعي لسيدي جابر ” أن منطقة سيدي جابر وأولاد عطو وأولاد عياد تعاني من مشكل الواد الحار القادم من بعض المعامل الصناعية لبني ملال.واوضح المتحدث انا هذا الوضع تترتب عنه أضرار خطيرة تهدد الساكنة و مزارعهم على حد سواء، وقد قدر “رشيد زكرياء”عدد المنازل المتضررة بأزيد من 300 منزل بالإضافة إلى إحتضار حوالي 200هكتار من المزارع، واستنكر اللامبالاة للمسؤولين حول هذه المعضلة التي لم يستجيبوا لها.
البعض من الساكنة يرجح على أن السبب وراء هذه الأضرار هي الوكالة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء التي بيدها وضع حل لمعالجة المياه العادمة وكذا تصفيتها.
في حوار مع نائبة مدير الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء “منى
الحنفي” قامت بشرح مسؤولية الوكالة تجاه هذه المعضلة.
” وجعلنا من الماء كل شيء حي ” صدق الله العضيم ،
للماء عدة استخدامات : منزلية، صناعية و مياه الرشح ولأن التخلّص منها يُشكّل صعوبةً ويسبّب تدمير البيئة، وذلك لأنّها تحتوي على العديد من الميكروبات ومسبّبات الأمراض، وهذه الميكروبات تنتشر وتنتقل إلى الحيوانات والإنسان وتنشر الأمراض المستعصية أو قد تنتقل إلى مكان عيش الكائنات البحريّة، فتعمل هذه الميكروبات على استهلاك الأكسجين الموجود في الماء، فتموت الكائنات البحريّة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّها تؤدّي إلى انتشار الرائحة الكريهة وعفن المياه لهذه الأسباب يجب العمل على معالجة المياه، والعمل على تنقيتها من الشوائب والميكروبات والمواد العضويّة حتى تصبح صالحةً للاستخدام و طرق معالجة المياه العادمة تتمّ عبر:
1- تجميع كافّة المياه العادمة من كافة الاستخدامات، ويتمّ تنظيفها من المواد الكبيرة العالقة بها كالزيوت والحجارة والرمال وتصفيتها بمصافٍ حديديّة كبيرة، أو يمكن استخدام عمليّة الترسيب التي تتمّ بها إضافة الأملاح لتساعد في زيادة الرواسب ثمّ تطفو على سطح المياه، وتُسمّى هذه المرحلة بالمرحلة الأوليّة للمعالجة،
2- عملية ترسيب المياه التي تعمل على التخلّص من البكتيريا الهوائية. يوجد نوعان من أحواض الترسيب: الدائرية، والمستطيلة؛ وتستخدم حسب حجم المياه والمحطة؛ فتستخدم المستطيلة في المحطّات الكبيرة، لكن الدائرية تحتاج إلى محطات أكبر،
3- عمليّة التخمّر اللاهوائي؛ وتتم فيها عمليّة معالجة المواد الصلبة، وذلك باستخدام خزان كبير يحتوي على طبقة مساميّة حيوية تعمل على دعم الكائنات الحية للتكاثر، ثمّ يتمّ ضبط درجة حرارتها و تعقيم المياه بالكلور أوالأشعّة فوق البنفسجية حتى لا تتكاثر الباكتيريا، أو تتمّ إضافة معالجة كيميائيّة حتى تزول البعض من العناصر الخطرة؛ مثل البورون، وتتمّ عملية تحلية المياه باستخدام نظام التناضح العكسي. ويمكن إعادة استخدام هذه المياه بعد معالجتها في الزّراعة، أو إعادتها إلى المياه الجوفيّة أو الصناعة، وتقليل انتشار الأمراض، والحد من شح المياه، والحفاظ على منسوب المياه؛ فالمياه هي ثروة قوميّة في جميع الدول، ويجب الحفاظ عليها بأيّ وسيلة كانت.
و للتذكير فقد فقد بلغ عدد البشر الذين يحصلون على مياه شربهم من مصادر ملوّثة 1.8 مليار شخص. يعودُ ما نسبته 80% من المياه العادمة القادمة من الأنشطة البشريّة حول العالم إلى البيئة مُجدّداً دون معالجة هذا و تُعزى أسباب الوفاة بالإسهال المعدي الحادّ إلى عدم توفّر مياه شرب صحيّة بالإضافة إلى عدم توفّر خدمات صرف صحيّ مُلائِمة؛ حيثُ يُسهم الإسهال المعدي الحاد في وفاة 2 مليون شخص سنويّاً.
مسؤولية من؟ ؟ ؟
من المسئول؟
في رأيي الخاص الإنسان هو المسؤول الأول و الأخير عن أضرار الواد الحار بمنطقة سيدي جابر.
كيف ذلك؟
نسبة الربط في النقط التي تنتشر فيها الوكالة لازالت ضعيفة: لا تتعدى نسبة الربط بشبكة التطهير السائل 90 في المائة رغم تطور المدينة و انتشار الوداديات و التجزءات.
عدم تشغيل محطة معالجة المياه: إن محطة معالجة المياه العادمة لم تشغل لحد الآن رغم أن الجماعة الترابية لمدينة بني ملال فوضت تسييرها إلى الوكالة منذ 1998.
البناء العشوائي: ربط ساكنة المنطقة بطريقة عشوائية بقنوات الصرف الحي يؤدي إلى إتلاف الشبكة و انتشار الأضرار و الأوبئة.
عدم تجهيز محطة معالجة المياه العادمة بالتجهيزات الضرورية لمعالجة المياه العادمة: إن الوكالة لم يتسنى لها بعد تجهيز هذه المحطة بالتجهيزات الازمة لمعالجة المياه العادمة رغم إبرام صفقات مع مجموعة من الشركات المتخصصة في الميدان.
عدم وجود دراسة تقنية دقيقة وناجعة لهذا المشروع جعلت أشغاله تتوقف في مراحلها الأولى بسبب عدم تمكن القائمين على المشروع من إيجاد آلية لمعالجة مياه الصرف الصحي. عدم توفر الوكالة على أطر و تقنيين متخصصين: لا تتوفر الوكالة المستقلة المكلفة بتسيير قطاع التطهير السائل على الكفاءات اللازمة من أجل القيام بهذه العملية.
كلفة عملية معالجة المياه العادمة: إن عملية معالجة المياه العادمة عملية جد مكلفة و تستدعي ميزانية جد مهمة مما يؤدي بالمؤسسات المكلفة بذلك باللجوء إلى مساعدات من بعض الوزارات و قد تلجأ في بعض الأحيان إلى مساعدات بعض الدول.
عدم وجود طلب يشجع على معالجة المياه: كلنا يعرف على أن المدينة و المنطقة لا تتوفر على ملاعب الكولف و الحدائق التي تستهلك هذه المياه العادمة.
عدم تدخل السريع للسلطة المحلية من أجل وقف البناء العشوائي: تعاني المدينة من انتشار كبير للبناء العشوائي خصوصا بعد الربيع العربي .
تقصير المنتخبين : فردا على سؤال حول إذا ما أشعرت الجماعة الترابية الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء و الكهرباء بتادلة بالأضرار الملحقة بالساكنة المجاورة ، أجابت مسؤولة بالمؤسسة أنها لم تتوصل قط بأي شكاية تذكر كما أنها لم يسبق لها إدراج هذه النقطة في جدول أعمال مجلسها الإداري الذي ينعقد مرتين في السنة على الأقل.
البنية اللتحتية هشة : تعاني شبكة التطهير السائل بالهشاشة .
زيادة التّقدم الصناعيّ: وزيادة أعداد سكّان الأرض، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الرّفاهيّة والمعيشة، وزيادة استخدام المواد الكيمائيّة المختلفة التي يُطرَح أغلبها مع المخلّفات في الصّرف الصحّي، ممّا يقودُ إلى مشكلةٍ كبيرة ناتجةٍ عن المخلّفات السائلة.
عدم وعي الإنسان بالحفاظ على المسطحات المائيّة لإيقاف انتشار الأوبئة والأمراض.
محمد الشرقاوي