توفي يومه الأربعاء، اللاعب والمدرب الفرنسي السابق جوست فونتين، صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة من كأس العالم، بواقع 13 هدفا في مونديال السويد 1958، عن عمر يناهز 89 عاما.
وكان الراحل شديد الارتباط بالمغرب، الذي ولد وترعرع فيه خلال فترة الاستعمار الفرنسي للمملكة، كما أن بداياته الكروية كانت من مسقط رأسه بمراكش، قبل أن ينتقل لاحقا إلى الدار البيضاء، ثم إلى فرنسا، كما درب “أسود الأطلس” بين عامي 1979 و1981، وظل يتردد بعد اعتزاله على مراكش بين الفينة والأخرى.
خلال حديثه عن المغرب، كان فونتين يستخدم دائما كلمة “نحن”، إذ لم يعتبر نفسه يوما مواطنا أجنبيا، وكان حريصا على تتبع مباريات المنتخب الوطني المغربي، خاصة في المحافل الكبرى.
وُلد فونتين بمراكش في غشت من سنة 1933، وترعرع في حي “كيليز”، واستهل مشواره الكروي من نادي الجمعية الرياضية المراكشية، الذي تأسس في 1920 وتم حله سنة 1958، بُعيد استقلال المغرب، غير أن انطلاقته الكروية الحقيقية كانت من “سطاد فيليب”، ملعب العربي بن مبارك حاليا، عندما ارتدى قميص نادي الاتحاد الرياضي المغربي، المعروف اختصارا بـ “الياسام”، إذ لعب له بين 1950 و1953، وكان في موسمه الأول يوفق بين الكرة والدراسة، إذ كان يتابع تعليمه بثانوية “ليوطي” بشارع الزيراوي، التي حصل منها على شهادة الباكالوريا، وفي نفس الوقت توج هدافا للدوري موسم 1950-1951 بـ 23 هدفا.
فاز فونتين رفقة “الياسام” بلقب الدوري سنة 1952 وبلقب شمال إفريقيا خلال نفس السنة، بعد فوز على الوداد الرياضي بهدفين لصفر بملعب “فيليب”، وكان وراء تسجيل الهدف الثاني من ضربة رأسية استقرت في شباك الحارس محمد رفقي.
لاحقا تألق فونتين رفقة فريق نيس، الذي فاز برفقته بلقب الدوري الفرنسي عام 1956، وقبل ذلك فاز معه بكأس فرنسا، ثم عاش أزهى فتراته مع نادي ستاد ريمس، وتوج معه بثلاثية تاريخية للدوري سنوات 1958 و1960 ثم 1962، وبكأس فرنسا في 1958.
بعد الاعتزال الاضطراري، الذي فرضته عليه الإصابات المتكررة، تحول فونيتن إلى مدرب، وأشرف على تدريب فرق فرنسية عديدة، أبرزها باريس سان جيرمان وتولوز، وفي أواخر 1979 تلقى دعوة من الملك الراحل الحسن الثاني للمجيء إلى المغرب، حيث اقترح عليه تدريب المنتخب الوطني المغربي، وهو ما قبله ابن “حي كيليز” بكل سرور.
فبعد الخسارة المدوية للمنتخب الوطني المغربي أمام نظيره الجزائري بخمسة أهداف لواحد، بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في تصفيات الألعاب الأولمبية، في دجنبر من سنة 1979، لم يستسغ الملك الراحل الحسن الثاني هذه النتيجة، التي جاءت في سياق سياسي واقتصادي متشنج، وفي عز الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، ليقرر تعيين فونتين ناخبا وطنيا جديدا، بعد أيام معدودة من إعلان وزير الشبيبة والرياضة السابق، عبد الحفيظ القادري، على تعيين المدرب الوطني محمد جبران، ناخبا وطنيا.
قام فونتين بإجراء تغييرات جذرية على المنتخب الوطني، الذي كان يضم بين صفوفه عددا من العناصر التي تقدمت في السن، وأجرى سياسة “التشبيب” التي جاءت بنتائج طيبة لاحقا، انطلاقا من كأس أمم إفريقيا 1980 بنيجيريا، التي غاب عنها فونتين بسبب تعرضه لحادثة سير خطيرة بضواحي مكناس، ليعوضه حمادي حميدوش ومحمد جبران.